انتقل إلى رحمته
تعالى أحد رواد الصحافة السعودية الأوائل في عهد
صحافة الأفراد والذي أصدر مع شقيقه أحمد جريدة (
الفجر الجديد ) الأسبوعية بالخبر من المنطقة الشرقية
منتصف عام 1374هـ / 1955م أي قبل ما يقرب من ستة
عقود ، فقد صدر منها ثلاثة أعداد وأوقفت قبل صدور
عددها الرابع ؛ لعلو صوتها وخشونة لهجتها .. وكانت
تطالب – بنبرة غير مألوفة – شركة أرامكو بالعدالة
والمساواة بين العمال السعوديين والأجانب . وكتب بها
إلى جانب صاحبيها ورئيس تحريرها الشعراء : خالد
الفرج وسعد البواردي وحسن القرشي وعبدالرسول الجشي
وعبدالرحمن المنصور والكتاب : عبدالله ابن خميس
وعبدالعزيز القاضي و ( أبو عمر ) محمد الحوشان
وعبدالغني ناضرين وغيرهم .
بعد إيقافها بأشهر
طلب الأستاذ سعد البواردي من الملك سعود السماح له
بإصدار مجلة ( الإشعاع ) الشهرية بالخبر والتي صدرت
ولقيت ما لقيت الفجر الجديد من إيقاف بعد صدور نحو
عشرين عدداً منها.
غادرنا أبو سمير إلى رحمة
الله يوم الأربعاء 17/10/1432هـ الموافق 15/9/2011م
عن ثمانين عاماً قضاها بالعمل الجاد المخلص لبلده
ولمجتمعه ، فقد ولد بالجبيل عام 1350هـ ووالده الشيخ
يعقوب اليوسف الذي استدعاه الملك عبدالعزيز من قطر
بعد أن ترحل بين شاطىء بحر العرب جنوب إيران إلى
البحرين فقطر حيث اتصل بالملك الموحد الذي دعاه ورحب
به بالمملكة ، حيث استقر بالجبيل قاضياً فمديراً
لأول مدرسة نظامية تؤسس بها، حيث أتم ابنه يوسف
دراسته الابتدائية بها، وقد شغف بالمطالعة حتى برع
في الكتابة ، فأسهم في إحياء الحركة الفكرية في
المنطقة ، وعني بكتابة البحوث الاجتماعية التي تدرس
مشكلات المجتمع ، حيث بدأ ينشرها في صحف الخليج ومصر
. أسهم في مستهل شبابه بإحياء الحركة الرياضية، وله
مؤلف مطبوع عن (نظام الرياضة) ثم تحول عنها إلى
الصحافة ، حيث أسس مع أخيه أحمد جريدة أدبية أسبوعية
بأسم ( الفجر الجديد ) وقد ترجم له عبدالرحمن العبيد
في كتابه : ( الأدب في الخليج العربي ) الذي طبع
بدمشق عام 1377هـ .
• عمل في شركة الزيت
العربية ( أرامكو ) بالظهران عدة سنوات .
•
تنقل في عدة وظائف حكومية في المحكمة الشرعية
والشرطة والجمارك .
• افتتح مكتباً للمحاماة
في الخبر مع عبدالله الحقيل عام 1373هـ / 1954م
.
• كان يوقع مقالاته باسم ( فتى الخليج
العربي ) .
• أنشأ مكتبة أهلية تحتوي على
مجموعة كبيرة من الكتب الدينية والأدبية .
•
من الأعضاء المؤسسين لجريدة اليوم في بداياتها مع
عصر المؤسسات الصحفية .
• عمل بعض الوقت في
مكتب العمل عند إنشائه بالدمام برئاسة عبدالعزيز
المعمر ولقي مع بعض العمال كثيراً من المضايقات من
الشركة بسبب إنحيازه لمصالح العمال ومطالبته بحقوقهم
مما عرضه للسجن مرتين الأولى خمس سنوات والثانية عشر
سنوات ، بعد خروجه من السجن عمل بالتجارة ، واستمر
يكتب في جريدة اليمامة وأخيراً جريدة اليوم وكان له
بها زاوية بعنوان ( كلمات من القلب ) . توقف أو أوقف
على الأصح قبل ثماني سنوات ، وتعرض في سنواته
الأخيرة لأمراض كثيرة منها : فقده للذاكرة (
الزهايمر ) .
من مؤلفاته الأخرى الثقافية :
قوس قزح ، رواية اجتماعية ، تاريخ مدينة عينين ،
فلسفة الخوف ، من أجل مكتبة أفضل .
هذا وقد
كرمته الدولة من خلال وزارة الثقافة والإعلام ضمن
رواد الصحافة السعودية المبكرة ، عند افتتاح معرض
الكتاب الدولي بالرياض عام 1428هـ وقد ناب عنه ابنه
يعقوب . وسوف تكرمه جمعية الصحفيين الخليجيين نهاية
هذا العام ضمن رواد الصحافة..
عزائي لزوجته
الوفية ولأبنائه وشقيقه إسحاق وأصدقائه ومحبيه
وللوسط الإعلامي والصحفي بخاصة ، رحمه الله وأسكنه
فسيح
جناته.