-
الشيخ يعقوب... خاض مرحلة صعبة إلى الإصلاحالسبت, 01 أكتوبر 2011
أقام مركز حمد الجاسر الثقافي صباح الخميس الماضي لقاءً ثقافياً عن رحيل الأديب يوسف الشيخ يعقوب، وسط حضور مجموعة من رواد الفكر والثقافة وعدد من مجايلي الراحل، في مقدمهم الأديب سعد البواردي والباحث محمد القشعمي وابن الراحل، وقدم مدير اللقاء موسى متروك كلمة شقيق الراحل اسحاق الشيخ يعقوب.
وفي بداية اللقاء تحدث البواردي واصفاً الراحل بأنه كان رفيق كلمة «أجاد وتجشم صعاب الرحلة، ولم تنكسر له قناة»، معرجاً على بداية تعارفه به في الستينات الميلادية في مدينة الخبر، إذ «كنت أتعامل مع العدد والأدوات فيما كان الراحل يتعامل مع أدبيات الحرف، فأصابتني منه عدوى».
ووصف البواردي رواد فترة الستينات الميلادية الفكرية والصحافية، الذي ضمه إلى جانب الراحل مع المعمر والجهيمان والجاسر، «بأننا كنا وسط عالم متغير يبحث عن مكان». وقال إنهم كانوا يمثلون ظاهرة مُرضية وليست مرضية، لأنهم كانوا يحاولون الإصلاح في فترة شهدت تحولات مهمة، «وكنا نعبر عن المواقف بصراحة، وكل منا أعطى تفوقه وتميزه في مسلك مختلف منفرداً». قبل أن يثني بالشكر على الراحل يوسف الشيخ يعقوب «بأنه نقلني من عالم القطع والأدوات إلى عالم الفكر والحرف والثقافة».
من جهته، تحدث القشعمي عن بدايات أسرة يعقوب الشيخ، بدءاً من جده يوسف العالم السلفي وعمله مع ابنه الشيخ يعقوب في القضاء بين قطر والبحرين، قبل انتقالهما إلى الجبيل وتأسيسه أول مدرسة فيها، قبل أن يسهب في الحديث عن الراحل، واصفاً إياه بالشخصية المتوقدة المشغولة بالمطالعة. وقال: «إنه من رواد التنوير في المنطقة الشرقية، أسهم في الحياة الفكرية وعني بالقضايا الاجتماعية والرياضية وتحول عنها إلى الصحافة». وسرد جانباً من سنوات سجنه الأولى والثانية، وبعدها مقابلته الملك سعود ومطالبته بإصدار «الفجر الجديد»، قبل أن تتوقف بعد صدور 3 أعداد منها لجرأتها وحدتها وما لاقته وقتها من رسائل تهديد من أسماء مستعارة تنتقد وتوجه التهم. وشارك في المناسبة شقيق الراحل إسحاق الشيخ يعقوب في كلمة قدمها مدير اللقاء جاء فيها جانب من علاقة الراحل بالمؤرخ حمد الجاسر ومساهماتهما في اليمامة، ودور الراحل في إشهارها في المنطقة الشرقية، قبل أن يعرج على حزن الراحل الشديد على رحيل الجاسر. وربط إسحاق الشيخ يعقوب في كلمته بين ما يقدمه خادم الحرمين اليوم من دعم لمسيرة الإصلاح وبين ما نادى به المفكرون الأول من مجايلي يوسف الشيخ يعقوب أمثال الجاسر وابن معمر والعوامي وغيرهم.
فيما وصف ابن الراحل والده بأنه كان رمز من الرموز، محب للعدالة ولخدمة وإصلاح المجتمع وحقوق المرأة ومكافحة الفساد كاشفاً عن أن والده كان من المطالبين بإنشاء المجالس البلدية، إضافة لدوره الرائد في الصحافة وإسهامه في تأسيس صحيفة «اليوم».