تقع
الدمام إلى الجنوب الشرقي من مدينة القطيف على
بعد سبعة عشر كيلو متر فهي على منعطف الساحل
من الخليج وقد كانت في القرون الخالية من
المواضع العامرة الآهلة بالسكان كما تدل على ذلك الملتقطات
الأثرية هناك وفي سنة 1341ه – 1922م لجأت إلى الدمام
قبيلة الدواسر قادمة من جزيرة البحرين في إثر
أزمة سياسية نشبت بينها وبين الحكومة المحلية
هناك بسبب الإنجليز بإقصاء الشيخ عيسى بن علي
آل خليفة عن حكم لبحرين وإحلال ابنه حمد مكانه فأغضب ذلك
أنصار الشيخ عيسى من الدواسر فالتمسو من الملك
عبدالعزبز آل سعود الأذن لهم بالإقامة في
الدمام والخبر فأجابهم إلى ما طلبوا . ومن
أهم العوامل التي ساعدت على عمران الدمام وتطورها إلى
جانب موقعها المميز وقربها من الآبار الأولى للزيت ومراكز
إدارته اختبارها موضعا لإنشاء بعض المرافق
الحيوية اللازمة للحياة المستجدة - مرفأ
الدمام الكبير الذي يستقبل البواخر الضخمة
الوافدة من جميع أنحاء العالم المعمورة . - سكة القطار التي
تمتد من ذلك المرفأ حتى تنتهي بالرياض مرور
ببقيق والاحساء . - وإنشاء العديد من
الدوائر الحكومية كالإمارة والجمرك ومكتب
البرق والبريد ومكتب المعادن والأشغال العامة ومراكز الأمن وخفر
السواحل وبلدية كانت في أول الأمر فرعا من
بلدية الخبر إلى أن استقلت وفي سنة 1947م بناء
على طلب من الأمير سعود بن عبدالله آل جلوي
قامت شركة الزيت "أرامكو" بوضع تخطيط لمدينة الدمام يلبي
حاجة النمو المرتقب فاعتمد ذلك المخطط تقسيم الأراضي
في شكل وحدات مستطيلة تتخللها شوارع يتراوح
عرضها مابين 70 إلى 100 قدم كما يشمل المخطط
شارعا رئيسيا موازيا لساحل البحر . - وصول
التيار الكهربائي ساهم في زيادة العمران واتساعة وقد وصل التيار
الكهربائي إلى جميع المنازل حيث كانت الدمام من
اسبق مدن المنطقة إلى تكوين شركة أهلية مساهمة
للكهرباء وذلك سنة 1371هـ ومن الروافد
الثقافية التي واكبت نشأة النهضة التعليمية أول مطبعة
تعرفها المنطقة وهي المطبعة المعروفة باسم السعودية التي
أسسها الأديب الكبير خالد الفرج وذلك في حدود
سنة 1371هـ كما صدرت في الدمام أول مجلة
تعرفها المنطقة أيضا وهي مجلة الفكر الجديد وقد
أسسها الأديب يوسف الشيخ يعقوب وذلك سنة 1374هـ وبعد قيام نظام
المؤسسات الصحفية الأهلية في شعبان سنة 1381ه
يناير 1962م أنشئت في الدمام مؤسسة دار اليوم
فأصدرت جريدة اليوم أسبوعية ثم نصف أسبوعية ثم
يومية وقد صدر عدده الأول في 2 شوال سنة 1385هـ ولا
تزال تزاول دورها الراشد في نشر الوعي الثقافي واستقطاب
أقلام الكتاب في المنطقة . ومن هنا دخلت
الدمام طورا من النهضة الشاملة في كافة
المرافق الحياتية وأصبحت حاضرة المنطقة الشرقية
ويقطنها ألآن عدد كبير من كافة أرجاء المملكة وكثير من الجاليات
العربية من وممصر وسوريا ولبنان وفلسطين
والسودان واليمن الشمالي والجنوبي وعمان .
ويقدر عدد السكان في الإحصاء الذي أصدرته
مصلحة الإحصاءات العامة ف وزارة المالية والاقتصاد الوطني عام
1397هجرية بــ 125335 نسمة .